المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي - سر الإجتماع

من المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي هذه المذاكرة التي وقعت أثناء الاحتفال السنوي فى مدينة مستغانم بزاوية الأستاذ العلاوي في شهر أوت 1928م, نقلها لنا الكاتب تحت إمضاء "ابن هاشم": قال حضرة الأستاذ ما معناه:

‏"إن الغرض الوحيد من الاجتماع هو التعارف والتآلف وبث ‏النصائح والإرشادات فيه, ‏وإنه ينتج منه, لو تدبر الإنسان, خير عميم وثواب عظيم, ولكن الكثير من إخواننا, سامحهم الله, لا زالوا يجهلون سر الاجتماع وقد هجروه هجرا غير جميل, وكان الواجب عليهم أن لا يتأخروا عن حضوره ليتبن لهم الحق بعد ما يدركون حقيقته عيانا وتظهر لهم فوائده العظيمة, وما بعد العيان بيان.

ومن المخجل, بل مما يؤسف عليه, أن بعضهم, عفا الله عنهم يسعى بكل قواه في تعطيله, وذلك بعراقيل كثيرة لتثبيط العزائم, ولكن ينبغي الصبر عل كل حال حتى يأتي يوم يرجع فيه أؤلئك المعرقلون, ‏هدى الله رشدهم إلى الصواب..."

ثم من أعظم ما نعرضه ‏عليكم المواظبة على أوقاتكم المفروضة ونوافلكم وأذكاركم وعضوا عليها ‏بالنواجد, واشكروا الله سرا وعلانية يزدكم من فضله ويتقبل أعمالكم. واحذروا من الفرقة واختلاف الكلمة وشتات الآراء, وكونوا يدا واحدة في السراء والضراء, وعليكم في جميع الأمور بمزج الرأفة بالغلظة, واللين بالعنف, "وَاتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ, وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"..." (آل عمران, 102-103)".

وواصل الشيخ من مثل هذه المواعظ السامية الجليلة وتضرع إلى الله عز وجل أن يهدي عموم المسلمين إلى أقوم طريق وأن ينزع ما ران على قلوبهم وأن يجمع كملتهم و يوحد وجهتهم ويعلي كلمة الدين ويخذل جميع المبتدعين وهو يتولى الصالحين.

 

المصدر: جريدة البلاغ الجزائري- حول احتفال السادة العلويين, العدد 223 بتاريخ 28-08-1931

 

تعليقات