المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي - مؤتمر المبشرين الذي عقد في القدس الشريف

من بين المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي جملة من الكلام الذي دار بزاوية تلمسان يوم الأحد 06 مايو 1928م, 15 ذي القعدة 1346هـ, حيث عرج الأستاذ العلاوي الكلام على مؤتمر المبشرين الذي عقد في القدس الشريف تلك السنة (1928م) وما دار فيه من الكلام بين أعضاءه, فقال رضي الله عنه:
 
"إن الغرض الوحيد لهذا المؤتمر هو التدبير كيف يحوطون بالعالم الإسلامي ويُنَصِّرُونَهُ, أي يدخلونه في النصرانية, ويفرقون ما بقي من مجموعه, وكل هذا يقع وعظماء الأمة الإسلامية في غفلة عن هذه التيارات الجارفة التي تهدد الدين الإسلامي من الجهات الستة, يريدون القضاء على الأمة المحمدية وتشتيتها شذر مذر, فيأتونها من وجهة بالإلحاد ومن الأخرى بالتبشير ومن الثالثة بالتجديد ومن الرابعة بالرقي الموهوم ومن الأخرى بتشييد مكاتب ومستشفيات الإحسان للضعفاء, إلى غير ذلك من الوجوه. وكان الأجدر برؤساء الأمة الدفاع عن كيان دينهم ولو تكبدوا جميع المصاعب ولاقتهم كل أنواع المتاعب".
 
فتكلم السيد الحسن بن عبد العزيز البغدادي وقال: "إن هذا لا يكون إلا بصرف الأموال الطائلة, وعليه فإن الواجب على أصحاب الثراء من أمة الإسلام أن يتبرعوا كل على حسب وسعه... فصاحب 1000 يتبرع بـ 100 وصاحب 10,000 يتبرع بـ 1000 وصاحب 1000,000 يتبرع بـ 10,000 مثلا, وبهذا تتم الأعمال".
 
فرد الأستاذ: "أما أنا فأقول هو كذلك, غير اني ألاحظ أن المسؤولية لا ترجع إلا على عظام الأمة ورؤسائها من العلماء والأمراء والكبراء, وأن الذي يجدر بهم هو أن يعقدوا اجتماعا عاما يأتمرون فيه على مثل هذه الحالة ويتفاهمون فيما يعود نفعه على حفظ شريعة سيد الأنام عليه ألف صلاة وسلام, فهم الذين يقدرون على جمع كلمة الأمة وتفهيمها تفهيما شافيا فيما يهدد دينها وما هي حالتها وحالة ناشئتها فيما يستقبل, فبذلك تفيق الأمة من سباتها وتنهض الهمم للعمل ببذل المال وغيره. وإن بقي الحبل ملقى على القارب وكل سائر حسب أغراضه النفسية ولا التفات منهم لدين الله ولا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فعلى العالم الإسلامي السلام إلا من رحم ربك".
 
وكان قد تكلم الأستاذ في هذا الموضوع الذي أهمَّه في زاوية وهران يوم الجمعة 5 مايو 1928م, 13 ذي القعدة 1346هـ, وقال:
 
"إن المبشرين وما هم عليه من أعمال الجد والاجتهاد ببذل الأموال الطائلة وتكبد المشاق في الأسفار لنشر الديانة المسيحية, فلو اعتنى أبناء الإسلام بعُشْرِ (1/10) ما قام به هؤلاء, لعَمَّ دينهم الكرة الأرضية. ولكن الذي أهمَّنا أكثر من كل شيء هو أن أبناء الإسلام عاملين على تحليل أوصاله وفك عراه عروة, عروة".
 
ولنا عودة في هذا الموضوع بما أن جريدة البلاغ الجزائري نشرت بالتفصيل مقالات الشيخ العلاوي في هذا الشأن.
 
 
المصدر :البلاغ الجزائري,العدد 73, 15 جوان 1928, الصفحة رقم 3, والتي نقلها لنا الكاتب تحت إمضاء "محمد البشير الجريدي".

تعليقات