الشاهد السابع عشر من القسم الأول في سرد طائفة من شهادات ذوي الهيئات الشرعية والمراتب الدينية الرسمية في كتاب الشهائد والفتاوي. (1-17)العلامة الشيخ السيد محمد المصطفى بن عبد القادر العلوي الشنقيطي المالكي 1 إمام بـ "بيدو" وهي قرية في حدود الصحراء, وهي الآن بلدية "رأس الماء" في ولاية سيدي بلعباس شمال غرب الجزائر.
فيما أجاب به الفقيه البركة الشيخ السيد محمد المصطفى الشنقيطي عن سؤال وجه إليه, وهذا نصه...
الخميس 25 جمادى الثانية سنة 1342هـ, 2 فبراير 1924م
إلى حضرة أخي في الله الشيخ سيدي محمد المصطفى الشنقيطي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد...
فانه بلغني عن حضرة الشيخ السيد أحمد بن عليوة المستغانمي أنه كان قد زار بلدكم وكنتم ممن اجتمع به في تلك السيارة بعدما بلغكم من خبره قبل ذلك, ولا شك أنكم تفرستم في أحواله وتصفحتم من سيره, وعليه فهل يمكنكم أن تخبرونا عما صح عندكم من أحوال ذلك الشيخ وكذلك أتباعه إن اجتمعتم بهم ونظرتم في أخلاقهم, فإنا اعتمدناكم فيما تخبروننا به ولا أظن مثلكم يكتم الحق أو يدار فيه, والحق سبحانه يقول: "الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ" يونس:35.
وبالجملة فإنا نرجو ما يرد إلينا من شهادتكم في هذه النازلة, فلتكتبوا بحرية ضمير وأبلغ تحرير, فإنا ما أردنا إلا التنقيب على حقيقة الواقع لا غير.
محبكم محمد ابن عبد الباري الشريف التونسي
الجواب
الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده
جوابنا لسائلنا ومحبنا في الله السيد محمد بن عبد الباري الشريف التونسي وبعد...
السؤال الكلي عن أحوالكم أنك سألتنا أن نخبرك عما تحققنا عيانا وسماعا من أمر الشيخ سيدي أحمد العلاوي المستغانمي, أقول وبالله تعالى التوفيق...
إن الشيخ المذكور عيناه وجلسنا معه واجتمعنا بمريديه وقصدنا بعض زواياه بتلمسان, وكنا قبل الاجتماع بهذا الشيخ نسمع من شأنه طبق ما رأيناه منه عند الاجتماع به من جهة متابعة السلف الصالح من المواظبة على العبادة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, فكان خبره كعيانه, يسوس في الدين ويوصي المردين بما يعود عليهم من جهة تحسين الأخلاق وتعمير الأوقات بالذكر والمذاكرة والتدريس, ومن أجل ذلك ترى الأتباع في اشتغال دائم بما يعود عليهم من جهة آخرتهم, ومع ذلك لا يغفلون عن الاشتغال 2 بما يعود عليهم من جهة معاشهم, فهذا ما صح عندنا من سيرة هذا الشيخ وأتباعه من يوم علمنا بهم إلى الآن, فالشيخ عندنا وفي عقيدتنا أنه من المجددين للدين 3, جزاه الله خيرا وأعاننا وإياه وإياك يا شريف على رعاية ودائعه وحفظ ما أودعنا من شرائعه والسلام.
عبيد ربه محمد المصطفى الشنقيطي الساكن بـ "بيدو"
الأربعاء 29 جمادى الأخيرة سنة 1342هـ, 6 فبراير 1924م
فانه بلغني عن حضرة الشيخ السيد أحمد بن عليوة المستغانمي أنه كان قد زار بلدكم وكنتم ممن اجتمع به في تلك السيارة بعدما بلغكم من خبره قبل ذلك, ولا شك أنكم تفرستم في أحواله وتصفحتم من سيره, وعليه فهل يمكنكم أن تخبرونا عما صح عندكم من أحوال ذلك الشيخ وكذلك أتباعه إن اجتمعتم بهم ونظرتم في أخلاقهم, فإنا اعتمدناكم فيما تخبروننا به ولا أظن مثلكم يكتم الحق أو يدار فيه, والحق سبحانه يقول: "الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ" يونس:35.
وبالجملة فإنا نرجو ما يرد إلينا من شهادتكم في هذه النازلة, فلتكتبوا بحرية ضمير وأبلغ تحرير, فإنا ما أردنا إلا التنقيب على حقيقة الواقع لا غير.
محبكم محمد ابن عبد الباري الشريف التونسي
الجواب
الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده
جوابنا لسائلنا ومحبنا في الله السيد محمد بن عبد الباري الشريف التونسي وبعد...
السؤال الكلي عن أحوالكم أنك سألتنا أن نخبرك عما تحققنا عيانا وسماعا من أمر الشيخ سيدي أحمد العلاوي المستغانمي, أقول وبالله تعالى التوفيق...
إن الشيخ المذكور عيناه وجلسنا معه واجتمعنا بمريديه وقصدنا بعض زواياه بتلمسان, وكنا قبل الاجتماع بهذا الشيخ نسمع من شأنه طبق ما رأيناه منه عند الاجتماع به من جهة متابعة السلف الصالح من المواظبة على العبادة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, فكان خبره كعيانه, يسوس في الدين ويوصي المردين بما يعود عليهم من جهة تحسين الأخلاق وتعمير الأوقات بالذكر والمذاكرة والتدريس, ومن أجل ذلك ترى الأتباع في اشتغال دائم بما يعود عليهم من جهة آخرتهم, ومع ذلك لا يغفلون عن الاشتغال 2 بما يعود عليهم من جهة معاشهم, فهذا ما صح عندنا من سيرة هذا الشيخ وأتباعه من يوم علمنا بهم إلى الآن, فالشيخ عندنا وفي عقيدتنا أنه من المجددين للدين 3, جزاه الله خيرا وأعاننا وإياه وإياك يا شريف على رعاية ودائعه وحفظ ما أودعنا من شرائعه والسلام.
عبيد ربه محمد المصطفى الشنقيطي الساكن بـ "بيدو"
الأربعاء 29 جمادى الأخيرة سنة 1342هـ, 6 فبراير 1924م
___________________
- هو الفقيه الواحد (الوحيد) الكائن بتلك المدينة والمقيم بمسجدها, وقد كان قد اجتمع به الأستاذ في تلك الديار, وبتلك المناسبة وجه له فضيلة السائل هذا السؤال.
- وهذا على خلاف ما يشاع على ألسنة بعض المغرضين من أن أتباع هذه الطريقة كثيرا ما يتركون أشغالهم ويهملون ضرورياتهم.
- يعني به مبعوث على رأس كل قرن حسبما جاء في الحديث: "يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".
_________________
للمزيد عن الشيخ محمد المصطفى الشنقيطي:
تعليقات
إرسال تعليق