من المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي

من المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي رضي الله عنه والتي جاءت في كتاب "إتحاف ذوي النهي والبصائر بتراجم الشيخ العلاوي وشيوخه وبعض خلفائه الأكابر - للشيخ عبد ربه البوزيدي رضي الله عنه":

كان للشيخ العلاوي رضي الله عنه, كلام ومذاكرات مع إخوانه ونصائح في شتى المناسبات.

فمن ذالك كان يمتثل بقول مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه: "الخذلان كل الخذلان لمن ظهرت له صورة نفسه ولم يخنقها".

ومنها أنه كان جالسا مع بعض الفقراء وكانوا من بلدة بعيدة فقال لهم: "هل تجتمعون؟", قالوا: "لا", قال لهم: "إذا لا طريق لكم, لأن الاجتماع لازم ولو مرة في الأسبوع ".

ومنها أنه كان يوما جالسا مع الإخوان وكان بجانبه فقير, فقال له الشيخ: "إذا وجدت الجنة مفتوحة والفقراء جالسين على بابها يذكرون الله تعالى, فماذا تختار, أتدخل الجنة أم تجلس مع الذاكرين الله؟", فقال الفقير: "أدخل الجنة", فقال الشيخ: "بل أنا أختار الجلوس مع الفقراء, لأن مجلسهم رياض الجنة".

ومنها انه كان مرة جالسا مع الإخوان وفي يده كأس فقال: "إن الفقير لا يدع الاسم حتى يعرف هذا الكأس على أربعة أوجه, من فوق ومن تحت وعلى الجانبين".

ومنها أنه رأى بعض الفقراء على هيئة لم يرضها, فقال لهم: "لا تكونوا كسالى عاجزين وكونوا أقوياء ومتوجهين إلى الله تعالى بأدب وحسن هيئة, فمالي أراكم تدخلون الزاوية بنعالكم, فتأدبوا فإن الطريقة كلها أدب وكونوا قائمين بحق العبودية وطاعة الله, فالفقير كلما فرغ من عمل صالح شرع في عمل آخر".

ومنها أن فقير كان إلى جنبه فنظر في ساعته فقال له الشيخ:" هذه الساعة صنعة ولا بد لها من صانع, وهذا البيت الذي نحن فيه مصنوع ولا بد له من صانع, وهكذا هذا الكون الواسع هو مصنوع ولا بد له من صانع, وليس هناك أحد إلا الله فهو خالق كل شيء ".

ومنها أنه لم يسمع مرة أثراً لذكر الفقراء في الزاوية, فسأل عن سبب ذلك فقيل له أن عالما يلقي درساً على الفقراء, فخرج ودخل الزاوية وجلس إلى جنب ذلك العالم, فنظر إليه وإذا هو حالق لحيته متفرنج, فقال له الشيخ: "ماذا تقول؟", فأجابه: "يا سيدي استسمحك إني ألقي بعض الكلمات على هؤلاء الإخوان", فقال له الشيخ: "إن علمك هذا لا إدام فيه ولا يقبله الفقراء ولا يستسيغونه". ثم صفق بيده فقام الإخوان وشرعوا في الذكر والحضرة, فلما فرغوا من الذكر قال لهم: "سادتي الفقراء الحال يكفي عن السؤال, إذا وجدتم عالما مثل هذا متفرنجا حالقا, خذوه هو وعلمه واضربوا به لج البحر".



تعليقات